الذي عمله بنو أميَّة منذ وصولهم إلى موقع السلطة والقرار، وهذا أخطر موقع يمكن أن يؤثِّر سلبًا على الأمة، عندما يصل إليه أمثال بني أمية، عندما يصل إليه جائرون، ظالمون، مفسدون، الموقع الأهم الذي ينبغي أن تدار شؤون الأمة من خلاله، بناءً على منهجها، على شرعها، على تلك المبادئ، على أساس تلك المبادئ والقيم والتشريعات والتوجيهات الإلهية. بنو أميَّة عندما وصلوا إلى هذا الموقع كان هذا يمثِّل خطورة كبيرة جدًّا على الأمة.
الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وبالنظرة المستشرفة للمستقبل على أساسٍ من الوحي الإلهي، كان يستشعر هذه الخطورة على مستقبل أمته، ونبَّه عليها، وحذَّر من هذا، وهذا تمام الحجة، الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- يؤدِّي هذا الدور من موقعه كنذير؛ لأنَّه منذر ومبشر، وإنذاره ليس فقط إنذارًا من العذاب بالنار فحسب، هذا جانب رئيسي في إنذاره، ولكنه ينذر تجاه المخاطر الكبرى المحيطة بالبشرية بشكلٍ عام، وأيضًا المخاطر التي ستواجهها أمته.
اقراء المزيد